تعالوا معاً نتعرف على واحدة من أمهات المؤمنين اللاتى عرفن كيف الطريق إلى الجنة . ولكن بداية تعالوا نتعرف على معنى كلمة أم المؤمنين. أم المؤمنين هو مصطلح إسلامي يُطلق على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.. وأول من أطلق لقب أمهات المؤمنين على النبى رضوان الله عليهم هو النص القرآنى الكريم الذى أتى فى سورة الأحزاب فيقول تعالى: ﴿النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم).. مكانة خاصة لأمهات المؤمنين فى الدنيا والآخرة: وقد أكرم الله تعالى زوجات النبى صلى الله عليه وسلم بأن جعل لهن الأجر مضاعفا فى حسناتهن كما جعلهن أمهات لكل المؤمنين والمؤمنات وحُرم عليهن الزواج من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك برغبة منهن ،كما أنهن فى الآخرة إن شاء الله من زوجاته فى الجنة.
شخصيتنا اليوم هى إحدى أمهات المؤمنين والمؤمنات اللاتى اشتهرت بحكمتها ورجاحة عقلها وعمق إيمانها.
إنها هند بنت أبى أمية بن المغيرة القرشية المخزومية حفيدة كرماء قومها، أبوها من أكرم وأجود الرجال حتى أنه لقب بزاد الركب حيث أنه كان لايترك أحدا مسافراً معه إلا يكفيه مؤنته من الزاد والطعام والشراب.
أما أمها فكانت من أشراف القوم وكان اسمها «عاتكة بنت عامر الكنانية وكانت أم سلمة زوجة لأحد الصحابة الكرماء الخلق والخُلق الذى توفى عنها شهيداً وتركها فى حُزن بالغ وعميق وبعد أن أنجبت عدة أطفال أكبرهم سلمة إبنها الأكبر.
أم سلمة وذكر الله:
عاشت أم سلمة أيامها حزينة مهمومة تتذكر حنو أبى سلمة عليها وأيامها معه، وكادت أن تخرج عن عقلها فى الحزن عليه بأن تصرخ أو تعلو بالنياح، إلا أنها تذكرت قول رسول الله :
«العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضى الله» وقوله صلى الله عليه وسلم :«ماكان من العين والقلب فمن الرحمة وماكان من اليد واللسان فهو من الشيطان».
فتراجعت أم سلمة عما كانت تنويه واستعاذت بالله من الشيطان أن تفعل مايغضب ربها ولو بكلمة أو حركة.
وفجأة فى شدة حُزنها تذكرت أن أبا سلمة رضى الله عنه ؛حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «مامن عبد يُصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول :
«إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرنى فى مصيبتى واخلفنى أو عوضنى خيراً منها» إلا آجره الله فى مصيبته وكان جديراً أن يعوضه خيراً مما ذهب منه. وظلت أم سلمة تردد هذه التسبيحة ليلاً ونهاراً، وتجد فيها سلواها وشفاء لحزن قلبها،ولكنها كانت تتساءل أيوجد هناك رجل خير من أبى سلمة؟
دعاء أبو سلمة لزوجته:
ولأن أم سلمة كانت زوجة حكيمة بشوشة راجحة العقل كثيرة التسبيح شديدة الخشية من الله، وإلى جانب ذلك كانت جميلة القلب والقالب وكانت تحب زوجها وتحنو عليه كأطفالها بل أكثر أخذت مكانة كبيرة فى قلب زوجها أبى سلمة الذى ودعها بدعائه لها قائلاً :«اللهم ارزقها بعدى رجلاً خيراً منى، لايُحزنها ولايؤذيها».
كبار الصحابة يرجون الزواج منها: وماأن انقضت عُدة أم سلمة حتى توافد عليها كبار الصحابة يطلبون يدها للزواج. فتقدم إليها «أبو بكر الصديق» خاطباً فرفضت في رفق. وتلاه عمر بن الخطاب فما كان إلا أن لقي نفس الرد ألا وهو الرفض.
رسول الله خاطباً لأم سلمة :
وكانت المفاجأة أن تقدم إليها من بعدهما رسول الله خاطباً. حينها فقط علمت أم سلمة سر التسبيحة التى كانت ترددها، كما علمت أن هناك من يعوضها عن أبى سلمة الا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن أم سلمة خافت فى بادىء الأمر ألا تملأ مكانها فى بيت النبى فهي قد جاوزت سن الشباب، ومعها عيال مازالوا صغارا فأرسلت إلى رسول الله تعتذر وتقول : «إنها غيرى أي شديدة الغيرة، ومسنة، ذات عيال».
فأجابها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما أنك مسنة فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله عنك، وأما العيال فلله ورسوله».
الوحى يتنزل فى بيت أم سلمة:
دخلت أم سلمة البيت النبوى شاكرة لله عز وجل ، معترفة بفضله تقية نقية تقوم بالليل وتصوم بالنهار بعد إذن رسول الله كما أنها كانت دائمة الذكر والتسبيح فى معية الله ، لاتخرج من فمها كلمة تجرح أو تؤذى، بل عُرف عنها رضى الله عنها أنها كانت حلوة اللسان بشوشة الوجه ومع كل ذلك كانت صاحبة مشورة وذات رأي سديد.
ويبدو أنها بتفانيها فى عبادتها هذه أكرمها الله تعالى بشرف نزول الوحي فى بيتها بعد أن كانت السيدة عائشة تستأثر بهذا الفضل وحدها.
أم سلمة صاحبة المشورة :
فى العام السادس من الهجرة صحبت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلته إلى مكة معتمراً، تلك الرحلة التى رفضت قريش حينها أن تجعل رسول الله وصحبه يقتربون من بيت الله الحرام وعقدت معهم الصلح الشهير الذى عُرف بصلح الحُديبية.
ولما فرغ رسول الله من قضية الحُديبية، قال لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فما قام رجل منهم وكانوا لايرجون الإنصراف دون أن يعتمروا بل كان بعضهم يريد الحرب ولم يأذن الله بها.
ولما كرر رسول الله عبارته إلى المسلمين ثلاثا ولم يقم أحد من رجاله غضب رسول الله واحمر وجهه ودخل على أم سلمة وهو هكذا فعرفته ولما سألته عن سبب غضبه، قال: هلك القوم لايريدوا أن يطيعوا أمر الله ورسوله.
فما كان من أمنا سلمة الزوجة الرشيدة صائبة الرأى إلا أن هدأت رسول الله وخففت الأمر عليه وقالت له يارسول الله: «اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة،حتى تنحر بدنتك، وتدعو حالقك فيحلق لك، فإن فعلت ذلك فعلوا مثلك، وقد كان ففعل المسلمون مثلما فعل رسولهم وعادوا إلى صوابهم".
أقوال العلماء عن أم سلمة:
ويقول الحافظ ابن حجر فى ذكره لسيرة السيدة أم سلمة: «كانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، العقل البالغ، والرأى الصائب، وإشارتها على النبى صلى الله عليه وسلم تدل على وفور عقلها وصواب رأيها».
أسفار رسول الله
وقد صحبت السيدة أم سلمة النبى الكريم فى غزوة خيبر حيث استحكم حصار اليهود، فكانت نعم السند والصاحب، كما رافقته فى فتح مكة حيث نصر الله عبده وأعز جنده وطهر بيته من الأصنام والشرك على يد رسول الله وصحابته. وكانت معه فى حصار الطائف، ثم فى حجة الوداع العام العاشر من الهجرة.
شخصيتنا اليوم هى إحدى أمهات المؤمنين والمؤمنات اللاتى اشتهرت بحكمتها ورجاحة عقلها وعمق إيمانها.
إنها هند بنت أبى أمية بن المغيرة القرشية المخزومية حفيدة كرماء قومها، أبوها من أكرم وأجود الرجال حتى أنه لقب بزاد الركب حيث أنه كان لايترك أحدا مسافراً معه إلا يكفيه مؤنته من الزاد والطعام والشراب.
أما أمها فكانت من أشراف القوم وكان اسمها «عاتكة بنت عامر الكنانية وكانت أم سلمة زوجة لأحد الصحابة الكرماء الخلق والخُلق الذى توفى عنها شهيداً وتركها فى حُزن بالغ وعميق وبعد أن أنجبت عدة أطفال أكبرهم سلمة إبنها الأكبر.
أم سلمة وذكر الله:
عاشت أم سلمة أيامها حزينة مهمومة تتذكر حنو أبى سلمة عليها وأيامها معه، وكادت أن تخرج عن عقلها فى الحزن عليه بأن تصرخ أو تعلو بالنياح، إلا أنها تذكرت قول رسول الله :
«العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضى الله» وقوله صلى الله عليه وسلم :«ماكان من العين والقلب فمن الرحمة وماكان من اليد واللسان فهو من الشيطان».
فتراجعت أم سلمة عما كانت تنويه واستعاذت بالله من الشيطان أن تفعل مايغضب ربها ولو بكلمة أو حركة.
وفجأة فى شدة حُزنها تذكرت أن أبا سلمة رضى الله عنه ؛حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «مامن عبد يُصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول :
«إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم آجرنى فى مصيبتى واخلفنى أو عوضنى خيراً منها» إلا آجره الله فى مصيبته وكان جديراً أن يعوضه خيراً مما ذهب منه. وظلت أم سلمة تردد هذه التسبيحة ليلاً ونهاراً، وتجد فيها سلواها وشفاء لحزن قلبها،ولكنها كانت تتساءل أيوجد هناك رجل خير من أبى سلمة؟
دعاء أبو سلمة لزوجته:
ولأن أم سلمة كانت زوجة حكيمة بشوشة راجحة العقل كثيرة التسبيح شديدة الخشية من الله، وإلى جانب ذلك كانت جميلة القلب والقالب وكانت تحب زوجها وتحنو عليه كأطفالها بل أكثر أخذت مكانة كبيرة فى قلب زوجها أبى سلمة الذى ودعها بدعائه لها قائلاً :«اللهم ارزقها بعدى رجلاً خيراً منى، لايُحزنها ولايؤذيها».
كبار الصحابة يرجون الزواج منها: وماأن انقضت عُدة أم سلمة حتى توافد عليها كبار الصحابة يطلبون يدها للزواج. فتقدم إليها «أبو بكر الصديق» خاطباً فرفضت في رفق. وتلاه عمر بن الخطاب فما كان إلا أن لقي نفس الرد ألا وهو الرفض.
رسول الله خاطباً لأم سلمة :
وكانت المفاجأة أن تقدم إليها من بعدهما رسول الله خاطباً. حينها فقط علمت أم سلمة سر التسبيحة التى كانت ترددها، كما علمت أن هناك من يعوضها عن أبى سلمة الا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن أم سلمة خافت فى بادىء الأمر ألا تملأ مكانها فى بيت النبى فهي قد جاوزت سن الشباب، ومعها عيال مازالوا صغارا فأرسلت إلى رسول الله تعتذر وتقول : «إنها غيرى أي شديدة الغيرة، ومسنة، ذات عيال».
فأجابها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما أنك مسنة فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله عنك، وأما العيال فلله ورسوله».
الوحى يتنزل فى بيت أم سلمة:
دخلت أم سلمة البيت النبوى شاكرة لله عز وجل ، معترفة بفضله تقية نقية تقوم بالليل وتصوم بالنهار بعد إذن رسول الله كما أنها كانت دائمة الذكر والتسبيح فى معية الله ، لاتخرج من فمها كلمة تجرح أو تؤذى، بل عُرف عنها رضى الله عنها أنها كانت حلوة اللسان بشوشة الوجه ومع كل ذلك كانت صاحبة مشورة وذات رأي سديد.
ويبدو أنها بتفانيها فى عبادتها هذه أكرمها الله تعالى بشرف نزول الوحي فى بيتها بعد أن كانت السيدة عائشة تستأثر بهذا الفضل وحدها.
أم سلمة صاحبة المشورة :
فى العام السادس من الهجرة صحبت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلته إلى مكة معتمراً، تلك الرحلة التى رفضت قريش حينها أن تجعل رسول الله وصحبه يقتربون من بيت الله الحرام وعقدت معهم الصلح الشهير الذى عُرف بصلح الحُديبية.
ولما فرغ رسول الله من قضية الحُديبية، قال لأصحابه: «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فما قام رجل منهم وكانوا لايرجون الإنصراف دون أن يعتمروا بل كان بعضهم يريد الحرب ولم يأذن الله بها.
ولما كرر رسول الله عبارته إلى المسلمين ثلاثا ولم يقم أحد من رجاله غضب رسول الله واحمر وجهه ودخل على أم سلمة وهو هكذا فعرفته ولما سألته عن سبب غضبه، قال: هلك القوم لايريدوا أن يطيعوا أمر الله ورسوله.
فما كان من أمنا سلمة الزوجة الرشيدة صائبة الرأى إلا أن هدأت رسول الله وخففت الأمر عليه وقالت له يارسول الله: «اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة،حتى تنحر بدنتك، وتدعو حالقك فيحلق لك، فإن فعلت ذلك فعلوا مثلك، وقد كان ففعل المسلمون مثلما فعل رسولهم وعادوا إلى صوابهم".
أقوال العلماء عن أم سلمة:
ويقول الحافظ ابن حجر فى ذكره لسيرة السيدة أم سلمة: «كانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، العقل البالغ، والرأى الصائب، وإشارتها على النبى صلى الله عليه وسلم تدل على وفور عقلها وصواب رأيها».
أسفار رسول الله
وقد صحبت السيدة أم سلمة النبى الكريم فى غزوة خيبر حيث استحكم حصار اليهود، فكانت نعم السند والصاحب، كما رافقته فى فتح مكة حيث نصر الله عبده وأعز جنده وطهر بيته من الأصنام والشرك على يد رسول الله وصحابته. وكانت معه فى حصار الطائف، ثم فى حجة الوداع العام العاشر من الهجرة.