دي قصيدة جدا من القصايد الحلمنتيشي للشاعر الرائع
( يحيى زكريا )
........................................................................................................................................
( ارهابي )
فى يَومٍ مِنْ بَعدِ المغربْ..
رُحْتُ عَلى النيلِ يا أَحبابى...
أتَنَسَّمُ بَعْضَاً مِن نِسَمِ...
كَى أنسَى مرَاتى وعَذَابى...
قَابْلِتنى دَورِيِّة شُرطَه...
إلتَفَتُوا وَقَالُوا لِجَنَابى...
وَرِّينَا بُطَاقتَكْ يا مُوَاطِنْ...
قُلتِ لهُم حَاضِر يَا شَبَابِ...
لَمَّا أنْ نَظَروا فى بُطَاقتى...
قّالولى تَعَالَى يَا إرهَابى...
مِن رُعْبى سَكَتُّ ولَم أنْطِقْ...
مِ الْخَضَّهْ سَابِتْ أعصَابى...
رُحْتُ أُسَائِلُهُمْ فى ذُلِّ...
يَا سَادَهْ إيهِ الأسبَابِ...
قَالوا سَتَعرِفُهَا يَا مَخَرِّبْ...
يَا عَالَمْ طَارَتْ ألْبَابى...
لَمَّا اقْتَادُونى إلَى القِسْمِ...
إلْتَفُّوا حَوْلى كَأَسْرَابِ...
إلضَابِطْ قَاللى يِاشِيخْ يِحْيَى...
لِى سُؤَالٌ يَحْتَاجُ جَوَابِ...
قُلْتُ يَا أُسْتَاذى فَلْتَسْألْ...
قَدْ جَفَّ مِنَ الْحَلْقِ لُعَابى...
مَكْتُوبٌ فى بُطَاقْتَكْ شَاعِرْ...
رَدِّيتْ فى الْحَالِ بإيجَابِ...
قَاللِّى لَكَ عَقْلٌ وَتُفَكَّرْ...
قُلْتِ لُه أحْيَانَاً بِحِسَابِ...
قَاللِّى أتُهَزِّرْ يَا رُوحُ أُمَّكْ...
أيَّامُكَ فى لَوْنِ هِبَابِ...
رَدِّيتْ هَلْ خُلِقَ لَنَا الْعَقْلُ...
نَلْبِسُهُ كَجَزْمَه وَشَرَابِ...
قَاللِّى أتَتَلاَمَضُ يَا جَرْدَلْ...
يَا كَلْبَاً مِنْ نَسْلِ كِلاَبِ...
فَورَاً سَتُوَقِّعُ إقْرَاراً...
أَنَّكَ نَادَيْتَ بِإضْرَابِ...
أُستَاذِى لَمْ أَضْرِبُ أَحَدَاً...
قَسَمَاً بِاللَّه وَبِكِتَابى...
قَاللِّى ضَبَطْنَاكَ بِمَنْشُورٍ...
تَنْتَقِدُ الْوَالِى الْحَبَّابِ...
وَالشِّبْلُ القَادِمُ فى أَلَقٍ...
كَالشُّهُبِ يُمَزِّقُ أحْجَابِ...
رَدِّيتْ وَالله لَم أنْشُرْ...
فى حَيَاتى غَيْرَ الْجِلْبَابِ...
فَامْرَأَتى لاَ تَقْبَلُ أبَدَاً...
أنْ تَغْسِلَ يَومَاً أثْوَابى...
أطْبَاقُ الْمَنْزِلِ أغْسِلُهَا...
وَالْحِلَلِ وَحَتَّى الأكْوَابِ...
أمْوَالِى تَأخُذّهَا وَأيْضَاً...
لاَأسْلَمُ مِنْ أىِّ عِقَابِ...
تَحْيَا فى بَذَخٍ فى رَغَدٍ...
وَتُنَشِّفُ رِيقى وَرِضَابِى...
أحْيَا فى الجُوعِ وِإمْرَأتى...
مِنْ خَيرِى تَتَعَشَّى كَبَابِ...
لاَ أدْرِى كَيْفَ وَفى دَارِى...
أَتَعَامَلُ مِثْلَ الأَغْرَابِ...
إمْرَأتِى وَأنْتُمْ وَالْوَالِى...
حُكَّامِى بِكُلِّ الأحْقَابِ...
أعْشَقَكُمْ رَغْمَاً عَنْ أنْفِى...
عِشْقَاً جَبَّارَاً غَلاَّبِ...
أحْلاَمِى فِى خَلاَصِى مِنْكُمْ...
تَتَحَوَّلْ دَوْمَاً لِسَرَابِ...
أمْرَأَتِى تَهْوَانِى تَمَللِّى...
لَوْ أجْعَلُ كَفِّى سَيَّابِ...
أيضَاً فى غَرَامى تَتَمَادَى...
إنْ صَارَ الْكَفُّ كَمِزْرَابِ...
أنْتُمْ تَلْقَوْنِى بِصَرَاحَهْ...
فى القِسْمِ بِكُلِّ التِرْحَابِ...
أيدِكُمْ تَهْوَى التَرحِيبِ...
بِقَفَايَا ذِهّابَاً وَ إيَابِ...
وَالْوَالِى أُصَدِّقُهُ حَتَّى...
إنْ طَمَعَ فى أكْلِى وَشَرَابِى...
إنْ يَأمُرُ فى الحَالِ أُلَبِّى...
مِنْ أجْلِهِ سِبْتُ الإنْجَابِ...
إنْ ألْقَى خِطَابَاً يُشْجِينى...
يُطْرِبُنِى كَثُومَه وَوَهَّابِ...
قَاللِّى أتَسْتَهْزِءُ بِالسُلطَهْ...
يَا خَائِنْ سَتَطِيرُ رِقَابِ...
قُلْ لِى مَنْ يَسْمَعُ أشْعَارُكْ...
رَدِّيتْ عَ النِّتِّ وَ أتْرَابِى...
قَاللَّى اسْتَدْعَيْنَا إمْرَأتُكْ...
قُلْتُ سَتَرْعَانِى بِمُصَابِى...
أوِّلْ مَاجَاءَتْ إمْرَأتِى...
مِنْ قَبْلِ مَا تِوصَلْ للْبَابِ...
قَالَتْ إرْهَابِى مِنْ يُومُه...
سَوْفَ أُكَلِّمْكُو بِإسْهَابِ...
هَذَا المَتْعُوسِ الْمُتَمَرِّدُ...
أوَّلُ مَنْ نَادَى بِإرْهَابِ...
لَمْ يَأتِى بِخَرُوفِ العِيدِ...
جَرَّسْنِى قُدَّامْ أصْحَابِى...
عَامِلْ سِى السَيِّدْ فى البَيْتِ...
دَوْمَاً يَبْرُمُ لِى الأشْنَابِ...
لِلْوَلَدِ يَقُولْ دَايْمَاً ذَاكِرْ...
أوْ رُوحِ اقُرَالَكْ فى كْتَابِ...
لِلبِنْتْ يَقُولْ عِيبِ احْتَشَمِى...
وَالْتَزِمِى دَوْمَاً بِحِجَابِ...
لا يَرْضَى أنْ أخْرُجَ أبَدَاً...
شَعْرى يَتَطَايَرُ لِسَحَابِى...
لَو ألْبِسْ فُسْتَانْ للسَهْرَهْ...
مَفْتُوحٌ إلَى فَوقِ ركَابِى...
صَدْرِى وَذِرَاعى مَا غَطَّى...
مَنْظَرُ فَتَّانٍ خَلاَّبِ...
يَلْقَانى بِبُوزٍ مَقْلُوبِ...
يُشْبِعُنى لَوْمَاً وَعِتَابِ...
إمْرَأتى تَكْذِبُ يَا عَالَمْ...
صَاحَتْ بَلْ أنْتَ الكَذَّابِ...
والكِذْبُ بِدَمِّكَ مَمْزُوجٌ...
يَابُو سِحْنَهْ تُشْبِهْ لِغُرَابِى...
لاَ أعْرِفُ كَيفَ تَزَوَجْتُكْ...
صَايِعْ مَجْهُولَ الأنْسَابِ...
يا سَادَهْ زَوجى وَبِنْ لادِنْ...
يَوْمِيَّاً أكْلٌ وَشَرِابِ...
قَالُولهَا أيَأتى الزَرْقَاوى...
رَدَّتْ يُومَاتى عَلَى البَابِ...
يَأتِينَا وَمَعَهُ الصَفْرَاوى...
والفُوشْيَا وَبُنِّى وَعِنَّابِ...
يا امْرِأَتى دِى فِيهَا إعْدَامٌ...
هَدْمٌ لِلأُسرَةِ وَخَرَابِ...
قَالَتْ فَلْتُعْدَمْ يِا حَبيبى...
يَا جَميلُ يَا حُلْوَالأهْدَابِ...
قُلْتِ لْهَا حَتِبْقى أرْمَلَةً...
قَالَتْ أُمْنِيَّةَ عُمْرِى وَشَبَابِى...
أرْمَلَةٌ...زَوْجَةُ مَرْحُومٍ...
مَا أجْمَلُ هَاذِى الألْقَابِ...
فَارْحَلْ يَا حَبِيبى لاَ تُبْطِئ...
وَلْتَرْجِعُ فَورَاً لِتُرَابِ...
الدُنْيَا دَوْمَاً لِزَوَالٍ...
فَاهْنَأ بِجِوَارِالْتِوَّابِ...
( يحيى زكريا )
........................................................................................................................................
( ارهابي )
فى يَومٍ مِنْ بَعدِ المغربْ..
رُحْتُ عَلى النيلِ يا أَحبابى...
أتَنَسَّمُ بَعْضَاً مِن نِسَمِ...
كَى أنسَى مرَاتى وعَذَابى...
قَابْلِتنى دَورِيِّة شُرطَه...
إلتَفَتُوا وَقَالُوا لِجَنَابى...
وَرِّينَا بُطَاقتَكْ يا مُوَاطِنْ...
قُلتِ لهُم حَاضِر يَا شَبَابِ...
لَمَّا أنْ نَظَروا فى بُطَاقتى...
قّالولى تَعَالَى يَا إرهَابى...
مِن رُعْبى سَكَتُّ ولَم أنْطِقْ...
مِ الْخَضَّهْ سَابِتْ أعصَابى...
رُحْتُ أُسَائِلُهُمْ فى ذُلِّ...
يَا سَادَهْ إيهِ الأسبَابِ...
قَالوا سَتَعرِفُهَا يَا مَخَرِّبْ...
يَا عَالَمْ طَارَتْ ألْبَابى...
لَمَّا اقْتَادُونى إلَى القِسْمِ...
إلْتَفُّوا حَوْلى كَأَسْرَابِ...
إلضَابِطْ قَاللى يِاشِيخْ يِحْيَى...
لِى سُؤَالٌ يَحْتَاجُ جَوَابِ...
قُلْتُ يَا أُسْتَاذى فَلْتَسْألْ...
قَدْ جَفَّ مِنَ الْحَلْقِ لُعَابى...
مَكْتُوبٌ فى بُطَاقْتَكْ شَاعِرْ...
رَدِّيتْ فى الْحَالِ بإيجَابِ...
قَاللِّى لَكَ عَقْلٌ وَتُفَكَّرْ...
قُلْتِ لُه أحْيَانَاً بِحِسَابِ...
قَاللِّى أتُهَزِّرْ يَا رُوحُ أُمَّكْ...
أيَّامُكَ فى لَوْنِ هِبَابِ...
رَدِّيتْ هَلْ خُلِقَ لَنَا الْعَقْلُ...
نَلْبِسُهُ كَجَزْمَه وَشَرَابِ...
قَاللِّى أتَتَلاَمَضُ يَا جَرْدَلْ...
يَا كَلْبَاً مِنْ نَسْلِ كِلاَبِ...
فَورَاً سَتُوَقِّعُ إقْرَاراً...
أَنَّكَ نَادَيْتَ بِإضْرَابِ...
أُستَاذِى لَمْ أَضْرِبُ أَحَدَاً...
قَسَمَاً بِاللَّه وَبِكِتَابى...
قَاللِّى ضَبَطْنَاكَ بِمَنْشُورٍ...
تَنْتَقِدُ الْوَالِى الْحَبَّابِ...
وَالشِّبْلُ القَادِمُ فى أَلَقٍ...
كَالشُّهُبِ يُمَزِّقُ أحْجَابِ...
رَدِّيتْ وَالله لَم أنْشُرْ...
فى حَيَاتى غَيْرَ الْجِلْبَابِ...
فَامْرَأَتى لاَ تَقْبَلُ أبَدَاً...
أنْ تَغْسِلَ يَومَاً أثْوَابى...
أطْبَاقُ الْمَنْزِلِ أغْسِلُهَا...
وَالْحِلَلِ وَحَتَّى الأكْوَابِ...
أمْوَالِى تَأخُذّهَا وَأيْضَاً...
لاَأسْلَمُ مِنْ أىِّ عِقَابِ...
تَحْيَا فى بَذَخٍ فى رَغَدٍ...
وَتُنَشِّفُ رِيقى وَرِضَابِى...
أحْيَا فى الجُوعِ وِإمْرَأتى...
مِنْ خَيرِى تَتَعَشَّى كَبَابِ...
لاَ أدْرِى كَيْفَ وَفى دَارِى...
أَتَعَامَلُ مِثْلَ الأَغْرَابِ...
إمْرَأتِى وَأنْتُمْ وَالْوَالِى...
حُكَّامِى بِكُلِّ الأحْقَابِ...
أعْشَقَكُمْ رَغْمَاً عَنْ أنْفِى...
عِشْقَاً جَبَّارَاً غَلاَّبِ...
أحْلاَمِى فِى خَلاَصِى مِنْكُمْ...
تَتَحَوَّلْ دَوْمَاً لِسَرَابِ...
أمْرَأَتِى تَهْوَانِى تَمَللِّى...
لَوْ أجْعَلُ كَفِّى سَيَّابِ...
أيضَاً فى غَرَامى تَتَمَادَى...
إنْ صَارَ الْكَفُّ كَمِزْرَابِ...
أنْتُمْ تَلْقَوْنِى بِصَرَاحَهْ...
فى القِسْمِ بِكُلِّ التِرْحَابِ...
أيدِكُمْ تَهْوَى التَرحِيبِ...
بِقَفَايَا ذِهّابَاً وَ إيَابِ...
وَالْوَالِى أُصَدِّقُهُ حَتَّى...
إنْ طَمَعَ فى أكْلِى وَشَرَابِى...
إنْ يَأمُرُ فى الحَالِ أُلَبِّى...
مِنْ أجْلِهِ سِبْتُ الإنْجَابِ...
إنْ ألْقَى خِطَابَاً يُشْجِينى...
يُطْرِبُنِى كَثُومَه وَوَهَّابِ...
قَاللِّى أتَسْتَهْزِءُ بِالسُلطَهْ...
يَا خَائِنْ سَتَطِيرُ رِقَابِ...
قُلْ لِى مَنْ يَسْمَعُ أشْعَارُكْ...
رَدِّيتْ عَ النِّتِّ وَ أتْرَابِى...
قَاللَّى اسْتَدْعَيْنَا إمْرَأتُكْ...
قُلْتُ سَتَرْعَانِى بِمُصَابِى...
أوِّلْ مَاجَاءَتْ إمْرَأتِى...
مِنْ قَبْلِ مَا تِوصَلْ للْبَابِ...
قَالَتْ إرْهَابِى مِنْ يُومُه...
سَوْفَ أُكَلِّمْكُو بِإسْهَابِ...
هَذَا المَتْعُوسِ الْمُتَمَرِّدُ...
أوَّلُ مَنْ نَادَى بِإرْهَابِ...
لَمْ يَأتِى بِخَرُوفِ العِيدِ...
جَرَّسْنِى قُدَّامْ أصْحَابِى...
عَامِلْ سِى السَيِّدْ فى البَيْتِ...
دَوْمَاً يَبْرُمُ لِى الأشْنَابِ...
لِلْوَلَدِ يَقُولْ دَايْمَاً ذَاكِرْ...
أوْ رُوحِ اقُرَالَكْ فى كْتَابِ...
لِلبِنْتْ يَقُولْ عِيبِ احْتَشَمِى...
وَالْتَزِمِى دَوْمَاً بِحِجَابِ...
لا يَرْضَى أنْ أخْرُجَ أبَدَاً...
شَعْرى يَتَطَايَرُ لِسَحَابِى...
لَو ألْبِسْ فُسْتَانْ للسَهْرَهْ...
مَفْتُوحٌ إلَى فَوقِ ركَابِى...
صَدْرِى وَذِرَاعى مَا غَطَّى...
مَنْظَرُ فَتَّانٍ خَلاَّبِ...
يَلْقَانى بِبُوزٍ مَقْلُوبِ...
يُشْبِعُنى لَوْمَاً وَعِتَابِ...
إمْرَأتى تَكْذِبُ يَا عَالَمْ...
صَاحَتْ بَلْ أنْتَ الكَذَّابِ...
والكِذْبُ بِدَمِّكَ مَمْزُوجٌ...
يَابُو سِحْنَهْ تُشْبِهْ لِغُرَابِى...
لاَ أعْرِفُ كَيفَ تَزَوَجْتُكْ...
صَايِعْ مَجْهُولَ الأنْسَابِ...
يا سَادَهْ زَوجى وَبِنْ لادِنْ...
يَوْمِيَّاً أكْلٌ وَشَرِابِ...
قَالُولهَا أيَأتى الزَرْقَاوى...
رَدَّتْ يُومَاتى عَلَى البَابِ...
يَأتِينَا وَمَعَهُ الصَفْرَاوى...
والفُوشْيَا وَبُنِّى وَعِنَّابِ...
يا امْرِأَتى دِى فِيهَا إعْدَامٌ...
هَدْمٌ لِلأُسرَةِ وَخَرَابِ...
قَالَتْ فَلْتُعْدَمْ يِا حَبيبى...
يَا جَميلُ يَا حُلْوَالأهْدَابِ...
قُلْتِ لْهَا حَتِبْقى أرْمَلَةً...
قَالَتْ أُمْنِيَّةَ عُمْرِى وَشَبَابِى...
أرْمَلَةٌ...زَوْجَةُ مَرْحُومٍ...
مَا أجْمَلُ هَاذِى الألْقَابِ...
فَارْحَلْ يَا حَبِيبى لاَ تُبْطِئ...
وَلْتَرْجِعُ فَورَاً لِتُرَابِ...
الدُنْيَا دَوْمَاً لِزَوَالٍ...
فَاهْنَأ بِجِوَارِالْتِوَّابِ...